السكوت ليس دائما علامة الرضا
أنا مشكلتي إن ابن عمي بيحبني.. هو أكبر مني بسنة وفي كلية أدبية وأنا في إحدى كليات القمة.. هو اعترف لي بحبه من أكتر من سنة.. والصراحة أنا ماعرفتش آخد قرار ساعتها وسكت، وبعد كده قلت له إن أنا لسه قدامي كتير في الكلية ومش بافكر في كده دلوقتي، فقال لي إنه عامل حسابه إنه يستنى لحد ما أخلص.. ماعرفتش أرد وهو اعتبر صمتي نوع من أنواع الموافقة وبدأ يتصرف على هذا الأساس، من تليفونات، لرسائل، لتصرفات كلها بتثبت لي حبه.. وعلى فكرة الحب ده بقاله سنين جواه بس ماقدرش يتكلم.
أنا كنت مترددة لأقصى درجة وكنت خايفة إني أرفض فيزعل، لأننا طول عمرنا أصحاب والموضوع ده كان هيؤثر على علاقتنا.. وفي يوم قلت له إن أنا مش مرتاحة للموضوع ده وإننا لازم ننهيه، فكانت النتيجة إنه زعل جدا لدرجة إنه مابقاش بيتكلم معايا خالص وقعد كده حوالي 10 شهور.. وفي كل مرة كان بيجمعنا مكان كان بيحاول إنه يثبت لي إنه رجع طبيعي، بس أنا كنت عارفة إنه لسه متضايق..
وبعد 10 شهور جمعنا مكان وماتكلمناش خالص.. بعدها لقيته بيتصل بيّ عشان يطمئن عليّ لأنه حس إن أنا فيه حاجة مضايقاني، وفي آخر المكالمة بدأ يلمح برغبته في العودة من جديد وبدأ يرسل لي الرسائل وأنا مش عارفة أعمل إيه، وخاصة إني مش قادرة أرتبط بيه لأنه بالنسبة لي مش أكثر من أخ وصديق، فماذا أفعل
D.
صديقتنا العزيزة: "الحب مش عافية" ولابد أن تخبريه بهذا لأن حبه لكِ ليس مبررا ليفرض نفسه عليكِ. وقد يظن أن إلحاحه عليكِ مع الوقت سيؤثر في قرارك، ويجب أن تنتبهي إلى أن الارتباط اللي بيحصل علشان "ماجرحش حد أو علشان ماخسروش" هيتبني على أساس غلط.
إنت لو وافقتِ فهو مش هيكسبك وإنتِ هتخسري نفسك وهتخسريه كأخ وصديق. كل ما يربطه بك الآن أنه ابن عمك، لم يتقدم بعد لوالدك بشكل رسمي أي أن كل ما يفعله الآن من وراء أهلكما وهذا تصرف لا يليق. ومن الأولى أن يحافظ هو عليكِ ولا يشغلك بمشاكل حتى تنتبهي لدراستك.
أخبريه بصراحة بحقيقة مشاعرك ولا تفتحي له مجال التعامل بأكثر مما تسمح به علاقة القرابة بينكما حتى لا يتسبب هذا في مشاكل لكِ مع عائلتك ويظهرك بصورة سيئة. لا تؤجلي هذا الاعتراف أكثر واقطعي أمامه أي فرصة للتقرب حتى لا تعطيه أملا زائفا لأنه قد يفسر سكوتك بالرضا ويبرره بالخجل. فأفهميه أن سكوتك ليس معناه الرضا، وبقدر الإمكان حافظي على علاقة الأخوة والصداقة بينكما، والتي بالتأكيد ستتأثر بموقفك هذا، إلا أن هذا من الأفضل لكِ وله.
