نجم البحر المراقب العام
عدد الرسائل : 1044 اختر مزاجك : اوسمة : تاريخ التسجيل : 06/04/2008
| موضوع: أمير الظلام الإثنين أبريل 07, 2008 9:25 pm | |
| جلس أمير الظلام في حجرة النوم ونظر إلى النقوش والرسوم وصور الأشجار التي غطت جدران الحجرة . شعر بأنه كالغريب . فرغم أنه هو وزوجته كانا ينامان في هذه الحجرة طوال حياتهما الزوجية , إلا أنه عندما أصيب بالعمى لم يستطع أن يتذكر كيف كانت هذه الجدارن تبدو , أما الآن وبعد أن عاد إليه بصره فقد قام واتجه ناحية الجدران وتحسس الحائط وما به من رسوم وصور ٍ جميلة إلا أن الألوان كانت تبدو باهتة قديمة . هذا الصباح .. استرد أمير الظلام بصره , عندما فتح عينيه أحس بالضوء , الضوء الذي لم يره منذ سبع سنوات . فكاد يضل طريقه من الألق والنور . في البداية رأى الأشياء باهتة غائمة ثم وضحت معالمها أكثر حتى رأى كلَّ شيء واضحاً يلمع . وبكل بساطة جلس أمير الظلام على المقعد وأخذ يمعن النظر في كل الأشياء من حوله . عندما أخبر زوجته "أنوار" وابنته "شموع" بعودة بصره إليه انخرطتا في البكاء من شدة الفرح . أخذ أمير الظلام يخبرهما عن كل ما تحبان سماعه , فقد قال لابنته شموع (أصبحت طويلة ممشوقة القوام , إنك تفوقين الصبايا جمالاً , إنني مسرور جداً برؤيتك ورؤية ابتسامتك اللطيفة ووجهك الملائكي ) كان من الصعب على أمير الظلام أن يتحدث إلى زوجته أنوار لكنه قال لها ( مازلت كما أنتِ تماماً يا أنوار) ورغم أنه كان كاذباً في قوله هذا إلا أنه استمر يكرر ذلك فقد كان يحاول عبثاً أن يخفي مشاعره حينما رأى وججها النحيف العجوز . لم تكن أنوار جميلةً في الماضي ولكن ابتسامتها الدافئة كانت سر جاذبيتها . أما الآن فإن آثار التعب والإرهاق قد ظهرت واضحة على قسمات وجهها . أحس أمير الظلام وكأنه يريد أن يفعل شيئاً يعوض به زوجته عن تلك السنوات العجاف . ولكن أنوار وابنتها شموع خرجتا من الحجرة وجلس أمير الظلام وحيداً يفكر في الماضي وكيف أن كل شيء أصبح مختلفاً الآن بعد أن عاد إليه بصره . بعد صلاة العصر بدا متعباً وهو مستلقٍ ينظر إلى صور الحائط وهو يفكر , هل يبدأ من حيث انتهى , ولكن أين النقود لقد فكرت أنوار أن تبيع البستان , ولكن ذلك لم يعد ضرورياً الآن , وقد أصبح زوجها قادراً على العمل . بدأت الأفكار تتداعى في رأسه وتلح عليه .. بدأ يفكر في المستقبل .. بدأت فكرة العمل تستهويه أكثر . أخيراً شعر بمزيد من الشجاعة وقرر الخروج من المنزل ليرى كيف تغيرت الأحوال .. وكيف تبدو الأشياء الآن . نظرت أنوار إليه بقلق وقالت : كن حريصاً يا فقد نصحك الطبيب بالراحة والهدوء . رد عليها قائلاً سوف أكون بخير . وغادر المنزل . في البداية تضررت عيناه من الضوء فأغمضهما لبضع دقائق فلم يكن لديه نظارة شمسية ثم بدأ يفتحهما ببطء وأخذ يمشي الهوينى ناحية أشجار البرتقال , وهناك جلس على جذع شجرة قديمة , وتلفت حواليه ليرى بستانه .. كم هو في حاجة إليه وإلى جهده وعرقه .. أخذ يمعن النظر في النخيل الباسقات وأشجار الرمان وقد ازدادت أطوالها وامتلأت بالأزهار الجميلة . أحس أمير الظلام برغبة عارمة في العمل .. ولكن سرعان ماخمدت هذه الرغبة وحل محلها شعور بالسعادة والاطمئنان لمجرد أنه أصبح يرى وبإمكانه في أي وقت أن يعيد بناء أرضه من جديد ويبعث فيها الحياة . بدأ يفكر ويخطط , وينظم أفكاره , وبعد أن انتهى من صياغة أفكاره وبلورة خططه شعر برغبة قوية في التحدث إلى كل من زوجته وابنته فاتجه إلى المنزل . كان يخطو سريعاً وهو يحدث نفسه .. (إنه لمن الممتع أن تسير وحدك دون مساعدة من أحد) . لاحظ وهو ينظر إلى السماء .. إلى النخيل والأشجار .. إلى العالم , وأن شيئاً كالستائر ينسدل على بستانه .. تسمر في مكانه وفتح عينيه بأقصى ما يستطيع . رأى الستائر تنساب أكثر فأكثر وتغطي النخيل حتى بدأت وكأنها أشباح طويلة . أغلق أمير الظلام عينيه ووضع يديه عليهما وهو يدعو ويدعو (اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت .. ) فتحهما ثانية , لم تنقشع الظلمة بعد .. الدنيا تزداد ظلاماً , هذا بالضبط ماحدث له منذ سبع سنوات .. إنه يتذكر جيداً . في دقيقة كان يرى بوضوح وفي الدقيقة التي تليها وجد سحابةً سوداء تحجب عنه الضوء , وتزداد كثافة , الكثبان الرملية اختفت أولاً ثم تلتها أشجار الرمان فالنخل . بعد ذلك لاحظ اختفاء أرضه الزراعية أيضاً . تملكه رعب شديد هزه من أعماقه . لوّح بيديه في الهواء محاولاً دفع الظلام بعيداً عنه . أخذ يبتهل إلى الله سبحانه .. رباه رباه ردّ عليّ بصري .. ولكن الظلام ازداد كثافةً . أخذ أمير الظلام يبكي بحرقة في حزنٍ ويأس . وهو يقول : أبعد عني هذا الظلام يا إلهي يا مجيب دعوةَ المضطر إذا دعاه , ومع ذلك كان الظلام يزداد كثافة إنه مازال يسمع حفيف الأشجار وخرير الماء ولكنه لايستطيع أن يرى . أخذ يجري حتى يترك الظلام خلفه وفي أثناء جريه اصطدم بشجرة .. انتصب واقفاً , لم يشعر بألم , شعر بخوف وببرودة في أطرافه . وعاود الجري , وفجأة توقف وانخرط في نوبة من الضحك المتواصل فقد أدرك أنه غاية في الحماقة والغباء , فليس ثمة مايدعو إلى كل هذا القلق والاضطراب . إنها كانت كذلك دائماً .. ظلامٌ في الليل , ولكنه خلال سنوات من العمى نسي ذلك تماماً . في الشتاء يحل الظلام مبكراً . هذا كل ما في الأمر . جلس أمير الظلام تحت شجرة , متعباً من كثرة الضحك . وقرر أن يروي ماحدث لزوجته أنوار وابنته شموع . وبالطبع ستسخران منه وتضحكان عليه . إنه لم يصب بالعمى ثانية . أسند رأسه على جذع الشجرة وابتسم ثانية والدموع تنهمر من عينيه .
| |
|
SENA المراقب العام
عدد الرسائل : 1147 اختر مزاجك : تاريخ التسجيل : 05/04/2008
| |
نجم البحر المراقب العام
عدد الرسائل : 1044 اختر مزاجك : اوسمة : تاريخ التسجيل : 06/04/2008
| موضوع: رد: أمير الظلام الأحد أبريل 13, 2008 6:09 pm | |
| | |
|
mr.keko مشرف
عدد الرسائل : 1302 اختر مزاجك : تاريخ التسجيل : 08/04/2008
| موضوع: رد: أمير الظلام الإثنين أبريل 14, 2008 7:12 pm | |
| | |
|
نجم البحر المراقب العام
عدد الرسائل : 1044 اختر مزاجك : اوسمة : تاريخ التسجيل : 06/04/2008
| موضوع: رد: أمير الظلام الثلاثاء أبريل 15, 2008 8:01 pm | |
| | |
|