جميعها ألقاب لشخص واحد استطاع خلال فترة قليلة أن ينال ثقة وحب واحترام الجميع ليس فقط في النادي الأهلي ولكن لدي عشاق ومحبي الكرة المصرية في الداخل والخارج. وذلك ليس فقط لمهاراته وامكانياته العالية ولكن لهدوء اعصابه النادر واخلاقه النبيلة التي جعلت من القديس لقبا اساسيا يلتصق به أينما كان.
أن النجم محمد أبوتريكة.. ابن ناهيا الذي اصبح بين عشية وضحاها من أبرز لاعبي الوطن العربي بل والقارة السمراء.
لم يتطلب اندماج أبوتريكة في صفوف الأهلي وقتا طويلا بعد انتقاله للقلعة الحمراء قادما من الترسانة فالأحوال داخل الفريق كانت مهيأة لاستقباله. وكان طبيعيا أن يخطف اللاعب الانظار منذ الوهلة الأولي له مع الفريق خاصة بعد الهدف الرائع الذي أحرزه في مرمي عبدالواحد السيد حارس الزمالك في لقاء القمة الذي خسره الأهلي بهدفين مقابل هدف.
ولم يكن من الصعب علي الساحر وزملائه الذين انضموا للفريق حديثا وقتها كحسن مصطفي واسلام الشاطر وعماد النحاس ومحمد شوقي وامادو فلافيو ومحمد بركات أن يعيدوا الأهلي إلي دائرة البطولات من جديد سواء كانت هذه البطولات الدوري أو الكأس أو السوبر المحلي كذلك دوري الابطال الافريقي وايضا التأهل لبطولة العالم للأندية باليابان لعامين متتاليين.
ورغم انجازات اللاعب الهائلة وتألقه الشديد الذي ظهر به خلال هذه البطولات وخاصة المباراة النهائية لدوري ابطال افريقيا عندما احرز هدفه القاتل في مرمي الصفاقسي إلا أن بطولة الأمم الافريقية التي نظمتها مصر عام 2006 تظل هي الأفضل بالنسبة للاعب والتي استطاع من خلالها التأكيد علي قدراته العالية التي نقلها إلي ملايين الجماهير عبر الشاشات العالمية.
ومع تألقه في تلك البطولة كان طبيعيا أن تنهال العروض علي ساحر أفريقيا. لكنه ضحي بكل غال ورخيص في سبيل اسعاد من يحبونه ورفض هذه العروض من أجل جماهير وإدارة النادي الاهلي التي تمسكت به وطالبته بالبقاء مع الفريق وحول ذلك يقول: سأظل في الاهلي حتي نهاية مسيرتي الكروية مهما كانت الضغوط والاغراءات. أنا مستمر مع الأهلي ولن أفكر في أي عرض اتلقاه للاحتراف وطالما أن الاهلي يتمسك بي فلا شرف يضاهي ذلك ويكفي أنني أشعر بالراحة النفسية والاستقرار.
كما استطاع الساحر أن يخطف القلوب وينتزع الآهات من الملايين في المباريات استطاع انتزاع احترام وتقدير ملايين آخريين بفضل نشاطه الخيري والانساني المتعدد والذي بدأه بالمشاركة في مباراة مع نجوم العالم لصالح اليونيسيف. كذلك مشاركته في حملة اعلانية تابعة للأمم المتحدة حول محاربة الفقر في القارة السمراء. كل ذلك بالاضافة إلي مواقفه القومية والدينية الثابتة والتي كان آخرها رفعه لعبارة "تعاطفي مع غزة" اثناء بطولة الأمم الافريقية بغانا قبل شهرين ورغم الانذار الذي وجه إليه والحملات التي اطلقت ضده إلا أنه أكد أن موقفه شخصي ويحمل رسالة للعالم أجمع لمساندة القضية الفلسطينية ليؤكد من جديد أنه ليس فقط ساحر الكرة ولكنه ساحر القلوب الجديد