حكاية السلطانية
يا سادة كان يا ما كان يا سعد يا اكرام كان في واحد غلبان اسمه علي بابا ...... لأ لأ أنا اسف مش دي الحكاية اللي انا أقصدها الحكايات دخلت في بعضها
الحكاية تبدأ كما يلي :
كان يا ما كان في سالف العصر و الأوان كان في راجل غلبان ( من البوليتاريا) اسمه عم مرزوق كان عايش في احدي القري الساحلية في أرض الكنانة مصر و كان يعمل صيادا علي احدي مراكب رجل غني و
ثري اسمه برعي النتن ( من الرأسماليين ) وكان هذا الرجل يمتلك عدة مراكب يعمل عليها العديد من الصيادين مثل عم مرزوق الغلبان
و كان برعي النتن صاحب المراكب رجل سيئ الخلق و الطباع ( يعني من الناس الوحشين الشريرين ) فكان الصيادين يقضون اليوم من أوله الي
اخره في صيد ما لذ و طاب من جميع انواع الأسماك و يأخدها برعي النتن ويبيعها بأغلي الأسعار و يكسب مكاسب كبيرة و في النهاية
يعطي الصيادين أمثال عم مرزوق أجرة ضئيلة لا تسمن و لاتغني من جوع وكان عم مرزوق الغلبان ياخد الأجرة ويشتري حتة جبنة
قديمة و أرغفة خبز ناشف لأولاده الستة و زوجته أم مرزوق ( المامير بتاعة مرزوق ) و ياكلوها و هم مبسوطين و يحمدوا ربنا علي
النعمة و يوم ما يحبوا يغيره يضربو ( يأكلوا ) فول و طعميه من عند البغل ( محل فول و طعمية شهير ) . كان عم مرزوق رغم فقره الشديد سعيد
و راضي بحالة و يحمد الله علي كل حال و علي العكس كان برعي النتن الثري دائما متضايق و ساخط لايعجبه الحال رغم ثراءه
الشديد. و لكن مصاريف عيال عم مرزوق كانت كثيرة و لا تنتهي و الأجرة التي يأخدها من برعي النتن ضئيلة فكان يضطر للاقتراض من برعي النتن و كان زملائة الصيادين يفعلون
ذلك و كان برعي النتن يستغل ذلك أسوأ استغلال فكان يقرضهم بالربا الفاحش و تتراكم علي الديون علي عم مرزوق حتي جاء يوم
و هدده برعي النتن بالطرد من العمل و السجن اذا لم يسدد ما عليه من مال الفوائد الربوية . جلس عم مرزوق مهموما حزينا مع زجته
أم مرزوق يفكرون في حل لتلك المشكلة فقالت له أم مرزوق : اتركه و أعمل عند رجل اخر .... قالها عم مرزوق : انت بترخفي بتقولي
ايه وليه أنا لو رحت عند حد غيره كان كلمه و خلاه يطردني من العمل أنا جت لي فكره أحسن من كده أنا سمعت من زميلي عباس
البنطلوني ان في بلد حلوه في أوربا اسمها أطاليا ممكن أسافر من غير ما حد يعرف و أشتغل هناك ... فانتفضت أم مرزوق من مكانها
و قالت له : ايه ايه عايز تسيب بلدك مصر يا أبو مرزوق و تهون عليك مصر دي البلد اللي انت تربيت فيها و عشت طفولك المشرده
و شبابك الضائع ازاي تسيبها كده بكل سهوله ... ثم قامت فأنشدت الأغنية الوطنية ( لما الجد تلاقي الجد في ايدو حفيدو و في الناحيةالتانية
السبحة في ايدو يبقي أنت أكيد أكيد في مصر .... الخ ) ثم أعقبتها بالأغنية الوطنية ( المصريين أهمه حيوية و عزم و همه متقدمين متحضرييين
المصرييين المصرييييين ...... الخ ) ثم أنهت خطبتها الوطنية العصماء بغناء النشيد الوطني المصري ( بلادي بلادي لكي حبي و فؤادي
..... و باقي النشيد مش متذكره بصراحة ) و من فرط حبها لمصر و في غمار خطبتها العصماء نسيت أن تقول له كيف سيتركها
هي و أولادها لرجل مثل برعي النتن عندما يعلم بهروب عم مرزوق للخارج و انه ممكن يوديهم قسم البوليس يتنفخوا هناك..... فقال لها عم مرزوق : اجفلي خاشمك يا وليه
( يعني اغلقي فمك يا امرأه باللغة الصعيدية المصرية ) أنت مش فاهم حاجة أنا هسافر و أجيب مال كتير و أسدد كل ما علي من ديون
لبرعي النتن وكمان أشتري لك و للعيال شويه هدوم بدل الخلجات المجطعة اللي حدانا في الدار ( يعني أشتري ملابس جديدة بدل
القديمة التي عندنا باللغة الصعيدية المصرية ).... فقالت زوجته ( المامير بتاعة مرزوق ) : منتظر ايه يا رجل قوم فز من مكانك
يالا سافر و هات اللحاليح ( يعني هات المال باللغة العامية ) . خرج عم مرزوق في جنح الليل و هو يحمل معه حقيبة يد بها بعض
الطعام و الملابس و سلطانية من البلاستيك ( السلطانية هي صحن الطعام ) كانت زوجته قد أعتطه هذه السلطانية علشان يحضر لها
بعض الطرشي و المخلالات من بلاد الفرنجه لأنها سمعت من جارتها أم سحلول أن أطاليا فيها مخلالات حلوه و الواد سحلول ابنها
قد جلب لها بعض منه عندما كان في بلاد الفرنجة. و امعانا في التخفي و حتي لا يتعرف أحد علي عم مرزوق علق يافطة علي قفاه
مكتوب عليها ( أنا لست عم مرزوق و لست هاربا لبلاد الفرنجة من برعي النتن ) . ركب عم مرزوق المركب المتجه الي ايطاليا
بلاد الفرنجه و كان من الحين يتذكر أولاده و زوجته و يقول يارب أرجع لهم سالم غانم و في هذا الوقت كانت زوجته تردد دائما
( يا تري انت فين يا مرزوق ) . في رابع يوم من ابحار المركب حدثت عاصفة شديدة هزت المركب بعنف يمينا و يسارا حتي
فأجاه
انقلبت السفينة و غرق كل من فيها و حاول عم مرزوق النجاة بحياته حتي استطاع أن بلوح من الخشب تعلق به ومن شدة التعب
و الاعياء نام عم مرزوق علي لوح الخشب ( بقي ده وقته يا عم مرزوق ) و عندما استيقظ و جد نفسه ملقي علي شاطئ احدي جزر
البحر فوقف و نظرالي أمامه فوجد مجموعه من البشر شكلهم غريب جدا لونهم فوشيا ( أحمر فاقع ) مكس مع لون بنفسجي غامق
فاستغرب جدا عم مرزوق من شكلهم ثم تقدم منه أكبرهم حجما و أضخمهم كرشا و قال له بصوت غليظ : ايه اللي جابك هنا أنت في بحر
الظلمات .... رد عم مرزوق في رعب قائلا: بحر الظلمات يا لطيف اللطف يا رب .... قال الرجل أبو كرش : ايه اللي جابك هنا
عدو و لا حبيب .... لم يرد عم مرزوق فقد كان خائفا منهم فقال له بو كرش : مترد يا كابتن انت عدو ولا حبيب خلص في الدور
أنا مش فاضيلك .... رد عم مرزوق مسرعا : أنا أنا طبعا حبيب يا باشا حتي شوف ... ثم قام عم مرزوق بعمل رقصة عجين الفلاحة
و نوم العازب و الليل الليل الليلة ميمون و سقفة للقرد ميمون يا جدع. ضحك الرجل أبو كرش حتي اهتز كرشه بشده و قال لعم مرزوق
انت باين عليك رجل ظريف و حلو و لطيف انما ايه اللي معاك ده .... فنظر عم مرزوق الي الحقيبة اللبس و الطعام التي كانت معه
و قال لأبو كرش : دي فيها حاجات حلوه و هدايا ليكو خدوها حلال عليكوا .... ففرح بو كرش و فتح الحقيبة وو جد بها شندويتشات
فول و طعمية من عند البغل و جبنة مش الدود واكل نصفها و عيش و ملح و جلباب و السلطانية فأخد الرجل بو كرش الطعام و وزعه
علي زملائة و ضربوا الفول و الطعمية و المش و العيش و الملح بالهنا و الشفا و انبسطوا علي الاخر و بعدين قال بو كرش لعم مرزوق
و هو يشير الي السلطانية ما هذا ... فقال عم مرزوق مازحا : اتفضل يا با شا دي ممكن تلبسها علي رأسك ... فقام بو كرش الأحمق ووضعها
علي رأسه فعلا و أعجبته جدا و قال : دي تنفع تكون تاج ألبسها و أكون الملك المتوج ... ثم أمر رجاله فأحضروا الكثير من الذهب و
المجوهرات من كهوف الجزيرة و أعطوها لعم مرزوق مكافأة له علي تاج الملك و زودوه بمركب مملوء بما لذ و طاب من المجوهرات
ليعود الي بلده. في غضون أيام عاد عم مرزوق الي قريته و سدد كل ما عليه و ما علي أصدقائة الصيادين الفقراء من ديون لبرعي
النتن و قام ببناء قصر كبير ليعيش فيه هو و أولاده . كاد برعي النتن يموت من الغيظ و الحقد علي عم مرزوق الذي تبدل حاله و أصبح
أغنب منه بكثير و ظل يراقب عم مرزوق من بعيد و في خلال شهر أستطاع معرفو مكان الجزيرة التي وقع فيها مرزوق و لكن كيف
عرف مكان الجزيرة ( هناك قول بأن برعي النتن قام بالتجسس علي عم مرزوق حتي علم السر و هناك قول أخر بأنه عرف مكان
الجزيرة عن طريق جهاز الجي بي اس الخاص بتحديد احداثيات الأماكن عن طريق القمر الصناعي و قول اخر يشير الي أن برعي النتن
ذهب الي احدي النت كافيه و بحث في الانترنت عن طريق برنامج جووجل ارث حتي عثر علي الجزيرة ..... ان كان عندك رأي
أخر أخبرنا به لو سمحت ) المهم أن عرف مكان الجزيرة فجمع كل ثروته و اشتري بها أشياء كثيرو ممكن تعجب الجماعة التي تعيش علي
الجزيرة مثل الملابس بجميع أنواعها و الخضروات و الفاكهة و أدوات المطبخ و مجموعة من أحدث أجهزة النوت بوك و الهواتف المحمولة
ذات الكاميرا و خلافه ثم وضع كل هذا علي مركب و أبحر حتي وصل الي الجزيرة فحدث نفس السيناريو الذي حدث مع عم مرزوق
ثم عرض عليهم الهدايا الكثيرة التي معه طمعا في أطنان من المجوهرات و الذهب مكافأة له علي هداياه . نظر الرجل بو كرش ملك القبيلة
التي علي الجزيرة و كان في شدة الفرح من كثرة الهدايا فقال لبرعي النتن : والله أنا مش عارف كيف اكافأك ان ان كل الذهب و المجوهرات
التي عندي لا تكفي للرد علي هداياك يجب أن أكافأك بشيئ أفضل من هذا بكثير.... فازداد طمع برعي النتن و أخذ يمني نفسه بالمكافأه
العظيمة التي سيحصل عليها ..... قال له الملك بو كرش : لا أجد أفضل و أعظم من هذه الهدية خذها... ثم قام بخلع السلطانية من علي
رأسه و قدمها لبرعي النتن كمكافأه ..... فما كان من برعي النتن الي أن سقط مغشيا عليه و هو يقول : اييييييههههه مكافأتي هي السلطااااانييييييهههه
لااااااااااااااااااااا .
دي أرزاق وربك بيوزعها واحد يأخذ الذهب وواحد يأخذ السلطانيه وعجبي
تروح فين الشمس من علي قفا الفلاح